محمد بن مراد الثانى (محمد الفاتح)



محمد بن مراد الثانى (محمد الفاتح)

محمد بن مراد الثانى (محمد الفاتح) 


اما عرش واما قبر فكان عرش القسطنطينية
(1432-1481)





من أهم السلاطين العثمانيين وأكثرهم ثراء في المجال العلمي والإنساني والديني والقتالي، هو فاتح مدينة القسطنطينية والذي وضع نهاية للامبراطورية البيزنطية
القوية وحارب من كانوا يسمون بالفرنجة و(فرسان مالطة ورودس) في أوروبا واستولى على اليونان وصربيا والبوسنة وأخضع دول القرم والبلقان وبني الأساطيل فوصل إيطاليا وشارف حدود فرنسا والنمسا وموسكو. هو محمد الثانی بن مراد الثاني». 

النشأه:


ولد في «أدرنة، العاصمة العثمانية عام 1432م، حفظ القرآن ودرس الفقه والرياضيات والفلك وأتقن فنون القتال وأجاد عددا من لغات عصره كان بينها العربية والفارسية واليونانية واللاتينية. تولى السلطنة عام 1451 وعمره عشرون سنة تقريبا وضع القسطنطينية أمام عينيه وقاد ما سمي في التاريخ (بالغزوات الهمایونية) وبلغ عددها ۲۰ غزوة واغتيل قبل القيام بالغزوة الكبرى السادسة والعشرين والتي كانت ستجعل أوروبا كلها تحت سلطانه كانت أولاها عام 1451 وفي الثانية فتح القسطنطينية عام 1453م. وكان الحدث تاريخيا.

 فتح القسطنطنية :


أنهى السلطان محمد الثانی بناء قلعة سميت (رومللی حصار) في ثلاثة شهور بأبراج مغطاة بالرصاص ونصب المدافع الضخمة نحو الشاطئ لمنع السفن اليونانية والرومانية من المرور في مضيق البوسفور (الذي يقسم استانبول حاليا)، رفض السلطان العثماني طلب الامبراطور البيزنطي وقف البناء فأغار البيزنطيون على القلعة ورد السلطان بإعلان الحرب رسميا. أغلق الامبراطور الرومى أبواب مدينته واعتقل جميع العثمانيين داخله. عقد السلطان معاهدات مع أعدائه لمنع التدخل خاصة مع المجر والبندقية وإمارة غلطة القوية، لكنهم غدروا به وشاركوا في الدفاع عن القسطنطينية. طلب الامبراطور البيزنطي العون من بابا روما الكاثولیکی بالرغم من الانشقاق بين الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الغربية والكنيسة البيزنطية الأرثوذكسية الشرقية، وتعهد بتوحيد الكنيسة واستجاب البابا في روما وأرسل مندوبه ليخطب في كنيسة أياصوفيا داعيا لتوحيد الكنيسة مما أثار غضب رؤساء الكنيسة الأرثوذكس.

عرض الامبراطور البيزنطي دفع الجزية والزواج بأم السلطان محمد الثاني وكانت مسيحية ورفض طلبه، ودكت المدافع الثقيلة بالقذائف الهائلة أسوار القسطنطينية وكان السلطان يراقب المعارك البحرية على حصانه عن قرب وحشد حوالي 400 سفينة وطوق المدينة بأكثر من ۲۰۰ ألف مقاتل وبدأ حصارها في رمضان وكاد السلطان يخسر معركته البحرية حين حاول البيزنطيون إحراق السفن فعزل القائد البحري وأعد خطة بنقل ۷۰ سفينة برا وطويت أشرعتها وقامت البغال بجرها على ألواح من الخشب المطلي بالدهن ليسهل الانزلاق عليها وهاجموا المدينة من الجانب الآخر وطوقوا المقاتلين فيها وأصيب القائد البيزنطي جوستنیان» إصابات بالغة ودخل السلطان المدينة فاتحا واتخذها عاصمة الدولته وأطلق عليها اسم اسلام بول» أي مدينة الاسلام ثم اسلامبول. وحول أياصوفيا إلى جامع بعد أن أمن النصارى على دينهم وإقامة شعائرهم. وكان فتحها بابا لاختراق أوروبا. لكن هذا الحدث هو الذي فتح الباب أيضا لتشويه صورة العثمانيين في كتب التاريخ الغربي وعلى رأسهم «شيبرد کریسبي، في كتابه (تاريخ العثمانيين) والذي وصف السلطان محمد الثاني الذي لقب بالفاتح بأبشع ما يمكن.

عقد البابا «بيوس الثانی، اجتماعا للدول المتحالفة معه لوقف حملات محمد الفاتح وبلغ عددها ۳۰ دولة في أوروبا وآسيا وحاولوا استقطاب المماليك في مصر وسوريا لكنهم رفضوا وقرروا محاربة الفرنجة وفرسان مالطة معا، حين قرر السلطان تأمین دولته وحماية القسطنطينية قام بحملات بينها أربعة ضد صربيا وحدها حتى أخضعها عام 1409 وفتح أثينا عام 1408 وأسقط حوالی ۳۰۰ من الحصون والقلاع وسيطر على كل البلقان ثم سيطر على دول البحر الأسود وجعله بحيرة عثمانية في عدة حملات وأنهى الامبراطورية البيزنطية بعد استمرارها لمدة ۲۰۷ سنة بانتصاره على الامبراطور دافيد كومين، في إمارة طرابزون واحتل رومانيا والبوسنة بالكامل تقريبا عام 1464 وأسلم أهلها ودخل کرواتيا وبلغاريا وفشل ملك المجر القوى الصليبي في استرداد البوسنة

حارب السلطان محمد الفاتح، المنشقين عنه وعلى رأسهم «اسکندر بك الأرناؤووطی، الذي مات باشا، الذي أسقط قلعة أوكرانتو في الجنوب الايطالي وحولها إلى سجق (ولاية) عثمانية. وجرت مفاوضات لاستسلام نابولي القوية انذاك لكن مؤامرة دبرت لاغتياله قبل أن تسقط إمارات إيطاليا كغيرها خوفا على المقر البابوی کما سقطت القسطنطينية المقر البابوى للكنيسة الشرقية.

اغتياله:

أرسلت قوات التحالف الطبيب اليهودى يعقوب باشا، الذي ادعى الإسلام وتقرب من السلطان ودس السم له فتوفی محمد الفاتح عام 1481 ودفن جنوب محراب جامع الفاتح الخاص به في استانبول. واكتشف الحرس المؤامرة فقتلوا الطبيب دهسا قبل أن يقبض المكافأة التي قيل إنها تعادل ۲۰ ملیون دولار بمفهوم عملات اليوم. ودقت أجراس الكنائس في روما وأوروبا لمدة ثلاثة أيام ابتهاجا بموته وأصدر البابا بيانا خاصا ضد العثمانيين اعتبر (مقدسا) .

 اقوال ماثورة عنة

 يقول السلطان محمد الفاتح:
*نيتي: امتثالي لأمر الله ووجاهدوا في سبيله [المائدة: 35]
*. وحماسي: بذل الجهد لخدمة دينی.
* وعزمي: أن أقهر أهل الكفر جميعا بجنودی، جند الله.
وتفكيري: منصب على الفتح، على النصر، على الفوز، بلطف الله .
و جهادي: بالنفس والمال، فماذا في الدنيا بعد الامتثال لأمر الله؟! 
رجائي: في نصر الله، وسمو الدولة على أعداء الله.

 وكانت البداية: حديث سمعه وهو صغير من مؤدبه أراد أن يتحقق فيه: قال رسول الله له «لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش» (رواه أحمد).

شاهد ايضا:

القيصر العظيم (يوليوس قيصر)

نابليون بونابرت (امبراطور فرنسا)



تعليقات