معركة الإسلام (معركة عين جالوت) الجزء الاول



معركة الإسلام (معركة عين جالوت)  1260



معركة الإسلام (معركة عين جالوت)
1260ﮪ

 فى هذا المقال قبل ان نبدأ بسرد موقعة عين جالوت لا بد لنا ان نفهم الاوضاع السياسية المحيطة بالمعركة سواء على جانب المسلمين او التتار على حدا سواء.

*الاحوال السياسية للمغول*

 فبعد استولى المغول على بغداد ومقتل الخليفة العباسى المستعصم بالله ،اسرع هولاكو بالاستيلاء على ميافارقين وحمص واستولى على حماه وحلب وفعل بهم الافاعيل من مذابح وهدم الحصون وحرق الديار  وسبى النساء والاطفال .
وقصارى القول انة خلاص فترة وجيزة اتم الاستيلاء على بغداد وديار بكر وديار ربيعة والشام باسرها عدا دمشق التى توجة اليها والتى كان يحكمها الناصر يوسف .الذي أعلن الجهاد ضد التتار عندما طلب منه هولاكو أن يستسلم له استسلامًا كاملاً.وبلغ الناصر ان هولاكو استولى على حران وفى طريقة الى حلب اشتدجزعة وسير زوجتة وولدة وامواله الى مصر
 وخرج معهم نساءالامراء وجمهور الناس فتفرقت العساكر وبقى الملك الناصر فى طائفة من الامراء  وكتب الى الملك المغيث والملك المظفر يطلبهم بالنجدة ومع هذا كانت نفس الملك الناصر قد ضعفت وخارت وعظم خوف الامراء والعساكر وندماعلى اعلان الحرب على التتار واشار علية امراؤه بان لا يقاتل والدخول فى طاعة هولاكو فصاح بهم الامير بيبرس وقال لهم انتم سبب هلاك المسلمين وفارقة الى خيمتة وخرج ركب بيبرس وسار الى غزة 

وسير الى الملك المظفر قطز احد الامراء وهو علاء الدين طيبرس ليحلفة فكتب لة الملك المظفر ان يقدم علية ووعدة بالوعود الجميلة .وهكذا جاءت جيوشالتتار الى دمشق هرب الناصر يوسف الى الكرك عند الملك المغيث .وصار هولاكو الى دمشق بعدما استولى على حلب ب16 يوما وهرب اهل بيتة الى مصر وترك اهل دمشق يواجهون مصيرهم بايديهم وخرج وفد من أعيان دمشق يستقبل جيش هولاكو، ويسلمه مفاتيح المدينة ومقاليد الحكم في دمشق.وتسلمها منهم فخر الدين المردفائى والشريف على وكان قد بعثهم هولاكو الى الناصر يوسف فكتبو بذلك الى هولاكو فسير طائفة من التتر واوصاهم باهل دمشق ونهاهم ان ياخذوا من احدا درهما وما فوقة .

فى ذلك الوقت قدم رسل من الشرق الى هولاكو وابلغوه بموت منكو خان زعيم التتار وخاقانهم الاعظم  قبل أن يصل إلى دمشق؛ فلم يتردد هولاكو في أن يترك جيشه، ويسرع بالعودة إلى (قراقورم) عاصمة التتار للمشاركة في عملية اختيار خليفة منكوخان، وترك هولاكو على رأس جيشه أكبر قواده وأعظمهم (كتبغا نوين) للمحافظة على الشام وغارد حلب ووصل  1260/ـ658 هـ الى مدينة  اخلاط أسرع هولاكو بالعودة، حتى إذا وصل إلى إقليم فارس جاءته الرسل من (قراقورم) بأنه قد تم اختيار أخيه (قوبيلاي) خاقانًا جديدًا للتتار. ومع أن الأمر كان صدمة كبيرة لأحلام هولاكو، وكان على خلاف توقعاته، بل وعلى خلاف قواعد الحكم التي وضعها جنكيزخان قبل ذلك، إلا أنه تقبل الأمر بهدوء، وآثر أن يمكث في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما 

وقد رأى الخيرات العظيمة في هذه المناطق، لكنه لم يرجع مرة أخرى إلى الشام، بل ذهب إلى تبريز (في إيران حاليًا)، وجعلها مركزًا رئيسيًّا لإدارة كل هذه الأملاك الواسعة. وتبريز إضافةً إلى حصانتها وجوها المعتدل، فإنها تتوسط المساحات الهائلة التي دخلت تحت حكم هولاكو حتى الآن، فهو يحكم بدايةً من أقاليم خوارزم التي تضم كازاخستان وتركمنستان وأوزبكستان وأفغانستان وباكستان، ومرورًا بإقليم فارس وأذربيجان، وانتهاءً بأرض العراق وتركيا والشام.ولما كان الملك الناصر يوسف قد لجأ  الى قلعة الكرك ،بعد ان فر من دمشق عندما بلغة خبر وصول هولاكو حلب فقد ارارد كتبغا محاصرته فى  الكرك الا انة طلب الامان لنفسة وسلم نفسة فارسلة كتبغا الى هولاكو فى بلاد فارس الذى اكرمة ووعده ان يكون نائبة على  الشام بعد الاستيلاء على مصر 


*الاحوال السياسية للمسلمين *

بعد ان اوضحنا الحالة السياسية للمغول قبيل معركة عين جالوت ،بقى لنا ان نوضح الحالة الساسية للمسلمين على الاخص بمصر التى حتى ذلك الحين لم تسقط فى ايدى المغول او البلدالاسلامية الكبيرةالباقية  التى لم تسقط بعد ومن بعدها  شمال افريقيا .أمَّا عن الوضع في مصر؛ فقد كانت تحت حكم المماليك، وكانت تعيش فترة اضطرابات في الحكم؛ فقد قُتِلَ الملك المعز عز الدين أيبك، وقُتِلت بعده زوجته شجرة الدر، ثم تولَّى الحكم السلطان الطفل المنصور نور الدين علي بن عز الدين أيبك، ..وكان طفلا يبلغ 15 عاماواقامة امراء الدولة سلطانا على مصر سنة 655هـ وحلفو لةواستحلفو العسكر لة وتولَّى سيف الدين قطز الوصاية على السلطان الصغير. وصار مدبرالدولة الملك المنصور على .واقيم الفارس فارس الدين اقطاى المستعرب اتابك للعسكر خلفا للامير علم الدين سنقر الحلبى الذى امتعض لتولية الملك للمنصور على وقال المملكة لاتمشى بالصبيان والراى ان يكون الملك الناصر فامرت ام على ام الملك المنصور بالقبض علية وسجنة .وبلغ المماليك البحرية ببلاد السلاجقة والروم موت عز الدين ايبك وتولية الملك المنصور حتى عادوا الى القاهرة التى لم تطل مدة بقائهم حتى كرهو الملك المنصور لكثرة لعبة بالحمام ومناقرة الديوك وركوب الحمير فى القلعة ،ومناطحة الكباش.وفى هذة الاثناء وقعت الوحشة بين الملك الناصر ومن عندة من المماليك البحرية ففارقوة وذهبوا للملك
 المغيث فى  الكرك وحرضوه على غزو مصر فخرج لهم الاميرسيف الدين قطز فواقعهم عند الصالحية  واسر منهم الاميرسيف الدين قلاوون وهزم عسكر الكرك شرهزيمة وعلى وفيهم ركن الدين بيبرس .وعاد العسكر للقاهرة .وفي ضوء الخطر التتري الرهيب، والمشاكل الداخلية الطاحنة، واضطرابات وثورات المماليك البحرية، وأطماع الأمراء الأيوبيين الشاميين؛ اتخذ قطز القرار الجريء، وهو عزل السلطان الطفل نور الدين علي، واعتلاء قطز بنفسه عرش مصر.

*تولى قطز عرش مصر *

وجلس قطز على العرش سنة 657هجرية وهو ثالث ملوك الترك ..وعندما بلغ ذلك الامراء المعزية انكروا علية ما كان من قبضه على الملك المنصور وتوثبة على الملك ،
فخافهم واعتذر لهم بحركة التتار جهة مصر والتخوف مع هذامن الملك الناصر يوسف صاحب دمشق .وقال "والله انى ماقصدت الا ان نجتمع على قتال التتر ولا يتاتى ذلك بغير ملك فاذا خرجنا وكسرنا هذا العدو فالامر لكم ،اقيمو فى السلطنة ما شئتم "
فتفرقوا عنة واخذا يرضيهم حتى تمكن من الامر وبعث بالملك المنصور وأمة الى دمياط واعتقلهم فى برج عمره ثم سيرهم الى بلاد الاشكرى وأخذ فى  القبض على الامراء من ينكر علية الملك امثال سيف الدين بهادر وعلم الدين سنجر الغنمى حتى تملك زمام الامور .
حدث هذا الأمر في الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة 657هـ/ 1259م، أي قبل وصول هولاكو إلى حلب بأيام. ومنذ أن صعد قطز -رحمه الله- إلى كرسيِّ الحكم وهو يُعِدُّ العُدَّة للقاء التتار.

قطز

الملك المظفر قطز


 تبنى الملك المظفر قطز عدة سياسات و اجراءات كان الهدف منها تعبئة الجو العام والشعب للمعركة الفاصلة مع التتر منها على سبيل الذكر،عمل على استقرار الوضع الداخلي في مصر، وقطع أطماع الآخرين في كرسي الحكم الذي يجلس عليه؛ فجمع الأمراء وكبار القادة وكبار العلماء وأصحاب الرأي في مصر، وكل هؤلاء من المحرِّكين الفعليين لطوائف الشعب المختلفة.وقربهم الية واقطعهم الاقطاعات وكذلك  أصدر قرارًا بالعفو العام عن كل المماليك البحرية واخرج من اعتقلهم قبل سابق ومنهم سيف الدين بهادر المعزى وسيف الدين قلاوون  وكذلك ركن الدين بيبرس واقطعة قليوب وقربهم الية .اما على الصعيد الخارجى فقد حرص على التقرب من  ملوك  المسلمين؛ كالناصر يوسف الأيوبي رغم خيانته، لكن الناصر يوسف لم يستجب لهذه النداءات  من قطز، وآثر التفرق على الوحدة، ولم يكتفِ قطز رحمه الله بهذه الجهود الدبلوماسية مع الناصر بل راسل بقية أمراء الشام، فاستجاب له الأمير المنصور صاحب حماة، وجاء من حماة ومعه بعض جيشه للالتحاق بجيش قطز في مصر.وأما الأشرف الأيوبي صاحب حمص فقد رفض الاستجابة تمامًا لقطز، وفضَّل التعاون المباشر مع التتار، وبالفعل أعطاه هولاكو إمارة الشام كلها ليحكمها باسم التتار!!وأما الأخير وهو الملك السعيد حسن بن عبد العزيز صاحب بانياس فقد رفض التعاون مع قطز هو الآخر رفضًا قاطعًا، بل انضم بجيشه إلى قوات التتار يساعدهم في فتح بلاد المسلمين!!

كان لزامًا على قطز  أن يوجِّه اهتمامًا خاصًّا لتربية الشعب المصرى على معاني الجهاد والتضحية والبذل والعطاء والفداء للدين، والحميَّة للإسلام. وإن كانت هذه المهمة شاقة، فقد حفظ الله  لشعب مصر في ذلك الوقت قيمتين عظيمتين سَهَّلتا نسبيًّا من مهمة قطز  أما القيمة الأولى التي حُفظت في مصر في ذلك الوقت فهي قيمة العلوم الشرعية وعلماء الدين امثال العزبن عبد السلام .أما القيمة الثانية -بعد قيمة العلم والعلماء- التي كانت محفوظة في نفوس اهل  مصر، فهي قيمة الجهاد في سبيل الله؛ لقد كان المسلمون في مصر في تلك الآونةوخصوصا بعد سقوط الخلافة الاسلامية  يؤمنون ايمانا عميا بحتمية الجهاد فى سبيل الله دفاعا عن الامة الاسلامية والدين الاسلامى.

*رسل المغول *

وفى الوقت الذى انصرف فية هولاكو الى بلاد فارس ارسل كتبغا نويان رسولا مغولياوبصحبتة اربعون من الاتباع الى سلطان مصر الملك المظفر قطز( كما ذكر المقريزى فى كتابه( السلوك لمعرفة دول الملوك)يقول فيها

"من ملك الملوك شرقًا وغربًا القان الأعظم، باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء يعلم الملك المظفر قطز، الذى هو من جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا إلى هذا الإقليم، يتنعمون بأنعامه، ويقتلون من كان بسلطانه بعد ذلك، يعلم الملك المظفر قطز، وسائر أمراء دولته وأهل مملكته، بالديار المصرية وما حولها من الأعمال، أنا نحن جند الله فى أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على من حل به غضبه. فلكم بجميع البلاد معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم، قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرقّ لمن اشتكى، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم العباد، فعليكم بالهرب، وعلينا بالطلب، فأى أرض تأويكم، وأى طريق تنجيكم، وأى بلاد تحميكم؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ومطركم علينا لايُسمع فإنكم أكلتم الحرام، ولا تعفون عند كلام، وخنتم العهود والأيمان، وفشا فيكم العقوق والعصيان، فأبشروا بالمذلة والهوان،( فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون فى الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون) - (سورة الأحقاف آية 20) (وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون)(سورة الشعراء آية 237). فمن طلب حربنا ندم، ومن قصد أماننا سلم. فإن أنتم لشرطنا وأمرنا أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم، فلا تهلكوا نفوسكم بأيديكم، فقد حذر من أنذر، وقد ثبت عندكم أن نحن الكفرة، وقد ثبت عندنا أنكم الفجرة، وقد سلطنا عليكم من له الأمور المقدّرة والأحكام المدبرة، فكثيركم عندنا قليل، وعزيزكم عندنا ذليل، وبغير الأهنة لملوككم عندنا سبيل. فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا برد الجواب، قبل أن تضرم الحرب نارها، وترمى نحوكم شرارها، فلا تجدون منا جاهاً ولا عزًا، ولا كافيًا ولا حرزًا، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، فقد أنصفنا إذ راسلناكم، وأيقظناكم إذ حذرناكم، فما بقى لنا مقصد سواكم، والسلام علينا وعليكم، وعلى من أطاع الهدى، وخشى عواقب الردى، وأطاع الملك الأعلى.فهل علم

ألا قل لمصر ها هُلاون قد أتى.. بحد سيوف تُنتضى وبوات"

أقرأ ايضا:




تعليقات