(احتلال المغول لبلاد الشام والجزيرة ) مقدمات معركه عين جالوت


ما بعد سقوط الخلافة الاسلامية  (اجتياح المغول لبلاد الشام )


 موقف القوى الاسلامية وغيرها من الغزو المغولي :


كان من نتائج سقوط بغداد في ايدي المغول أن عم الرعب والخوف الحكام المسلمين الذين أخذوا يتسابقون لتقديم الولاء والطاعة لهولاكو، مقابل ابقائهم على ممتلكاتهم ، وكان أول هؤلاء الحكام بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، الذي راح منذ وصول المغول الى ايران يتقرب اليهم ، ويعمل على ممالأتهم لابعاد الأخطار المحتملة عن امارته وممتلكاته ، ففي الوقت الذي عزم هولاكو على مهاجمة بغداد ، عهد إلى أحد قواده ويدعی ارقیو نویان بالاستيلاء على قلعة اربل الحصينة ، وعندما شرع هذا القائد المغولي في حصارها ، أبدى رجالها مقاومة عظيمة ، فعجز المغول عن تحقيق اقتحام القلعة بالرغم من استسلام أميرها تاج الدين بن صلايا العلوي . الأمر الذي اضطر القائد المغولي إلى طلب النجدة من بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل، الذي بادرو باجابة طلبه وأرسل اليه عددا من جندي ، الا أن تلك النجدة لم تفلح في تحقيق ذلك الهدف . فاضطر ارقيو نويان الى استدعاء بدر الدين بنفسه للتشاور معه في أمر القلعة ، فأشار بدر الدين على القائد المغولي بأن يترك حصارها حتى حلول فصل الصيف «لأن الاكراد يفرون من الحر ويلجأون الى الجبال »، وأخيرا قرر ارقيو تسليم أمر القلعة بكاملها الى بدر الدين الذي عمد الى هدم أسوارها 



والاستيلاء عليها . وعندما بدأت الجيوش المغولية - کما سبق أن ذكرنا - في مهاجمتها مدينة بغداد كانت فرقة منها قد قدمت من حدود بلاد الروم ومضت في طريقها على الموصل حيث عبرت الجسر ورابطت في الجانب الغربي من بغداد . ولم تشر المصادر إلى تعرض تلك القوى المغولية إلى تهديد أو أذى من قبل بدر الدين ، الأمر الذي يؤكد أن امارة الموصل واعمالها قدمت كل التسهيلات للقوى المغولية العابرة ، وأنها كانت مناطق نفوذ مغولية

والواقع أن بدر الدين لؤلؤ قد اتبع سياسة فريدة قائمة على الحفاظ على أمارته من هجمات المغول المدمرة . حيث كان يعلم أن الخلافة العباسية في بغداد كانت في وضع پرثي له ، علاوة على أن الايوبيين في شمال الجزيرة وبلاد الشام منقسمون على أنفسهم ، ولم يكن في استطاعة هذه القوى الاسلامية أنجاد امارة الموصل بأي حال من الاحوال . الباطن يستنهضه ضد المغول ، مع أنه في الظاهر كان يداري المغول ويسترضيهم  . ولعل هولاكو كان يحس بما يبطنه كثير من أمراء المسلمين وأن انضمامهم له كان ممالأة الا أكثر ، اذ يذكر ابن العبري أن هولاكو لم يقابل الملك الصالح ركن الدين اسماعيل الذي وصل اليه نائبا عن والده بدر الدين مقابلة حسنة ، وقد أظهر له هولاكو عبسه وقال له : أتيتم بعد شك في أمرنا ومطلتم نفوسكم يوما بعد يوم ، وقدمتم رجلا وآخرتم رجلا لتنظروا من الظافر بصاحبه فلو انتصر الخليفة وخذلنا لكان مجيئكم اليه لا الينا . قل لابيك لقد عجبنا منك تعجبا كيف ذهب عليك الصواب وعدل بك ذهنك عن سواء السبيل.

ومهما يكن من أمر فان هولاكو لكي يعزز تهدیداته لحكام الامارات والأقاليم المجاورة ، فقد أرسل اليهم رسائل يعرفهم بسقوط بغداد وما حل بالخلافة العباسية من الهلاك والدمار والخراب ، حيث بعث الى بدر الدين لؤلؤ رؤوس بعض القتلى من عظماء بغداد مع ابنه الملك الصالح ركن الدين اسماعيل لتعلق في الموصل . وعندما وصل الملك الصالح الى ابيه وأبلغه رسالة هولاكو التي انطوت على التهديد الزاجر ، أيقن بدر الدين أن المنايا كشرت له عن أنيابها وأن سياسة الاسترضاء والمالأة التي اتبعها مع هولاكو لم تجد في تخفيف غضب هولاكو عليه . فانتبه من غفلته وبدأ يفكر في مخرج له من تلك الورطة ، فأخرج ما في خزائنه من الأموال واللآليء والجواهر ، وحملها بنفسه إلى هولاكو بجبال همدان ، فأحسن هولاكو استقباله لكبر سنه ، وأقام بدر الدين عنده أياما ثم أعاده إلى الموصل .
والحق أن هذه الزيارة التي قام بها بدر الدين لؤلؤ لبلاط هولاكو قد مكنته من استبقاء هولاكو عليه في حكم الموصل .

وبعد عودته الى  الشام بعث الى بدر الدين رسالة قال فيها: «آن سنك قد جاوزت التسعين ولذلك أعفيناك من السير معنا ، ولكن عليك أن تبعث ابنك الصالح مع الرايات الغازية لفتح دیار الشام ومصر  فامتثل بدر الدين لذلك وسير ابنه الى معسكر هولاكو، الذي كافأه بمنحه ابنة السلطان جلال الدین خوارزمشاه ليتزوجها. ويبدو أن هولاكو قصد بهذه الزيجة ، استالة بقايا الخوارزمية المتواجدين في تلك المناطق للانضمام إلى صفوف المغول . "
كما قدم إلى هولاكو في شهر شعبان من السنة نفسها الاتابك سعد ابن ابي بكر أتابك فارس ، ليقدم له التهنئة باستيلائه على بغداد . ثم الاخوان عز الدین کیکاوس الثاني ، ورکن الدین قلج ارسلان اللذان كانا قد اقتسا سلطنة سلاجقة الروم باسیا الصغرى ، لتقديم اعتذارهما لهولاكو، الذي كان ممتعظا من السلطان عز الدين بسبب تمرده على قائده بایجو نويان والاشتباك معه في إحدى المعارك. وهنا لا يستبعد أن يكون السلطان عز الدين هذا بالرغم من اعلان تبعيته هولاكو منذ البداية قد اتبع في الباطن سياسة الحياد مع المغول حتى سقوط بغداد ، حاله في ذلك حال بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل .

ومهما يكن من أمر فان المصادر التي بين أيدينا لم تشر الى الدور الذي قام به هؤلاء الحكام المساعدة المغول ، ولكن يبدو أن موافقة هولاكو على ابقائهم في أماراتهم ومتلكاتهم كان مشروطا بتقديم المساعدة لجيوشه الزاحفة على الشرق الأدنى الاسلامي ، ولعل مما يؤيد ذلك التذلل والخضوع الذي أبداه عز الدين لهولاكو عند اعتذاره عن زلته ، حيث يذكر رشيد الدين أن عز الدين لكي يبحث له عن مخرج من ورطة هذا الخطأ الذي اقترفه ضد القائد المغولي بايجونويان أمر بصنع حذاء ملكي في غاية الروعه.وذهب اليه وسجد على 
الأرض أمامه وقال : « أن أمل أن يشرف الملك رأس هذا العبد بوضع قدمه المباركة عليها )



هذا بالاضافة الى ما ذكره ابن العبري من أن الأخوين عز الدين ورکن الدين خرجا في خدمة هولاكو عند توجههه الى بلاد الشام حتى قارب نهر الفرات ثم سمح لها بالعودة إلى بلادهما مسرورين مغبوطين  ولم يقتصر ذلك التذلل والخضوع على البلدان الاسلامية في اعالي الجزيرة وآسيا الصغرى ، بل تعداه الى بلاد الشام نفسها . اذ أقدم الملك الناصر يوسف الأيوبي صاحب حلب ودمشق الذي كان يعد أعلى الأمراء الايوبيين شأنا في بلاد الشام على اعلان خضوعه لهولاكو بعد سقوط بغداد مباشرة . فقد استجاب لامر هولاكو ، فأنفذ اليه ابنه الملك العزيز يحمل الهدايا والتحف ومعه عدد من الأمراء.

وهؤلاء الأمراء يمثلون معظم شمال العراق وارض الشام وتركيا.. إذن لقد حلت المشاكل أمام هولاكو.. لقد فتحت بلاد المسلمين أبوابها له دون أن يتكلف قتالا.

لكن ظهرت مشكلتان أمام هولاكو

أما المشكلة الأولى: فكانت في أحد الأمراء الأيوبيين الذي رفض أن يخضع له، ورفض أن يعقد معاهدات سلام مع التتار، وقرر أن يجاهد التتار إلى النهاية، بالطبع اعتبره هولاكو من الخوارج و يريد زعزعة الاستقرار في المنطقة، ولا شك أن هولاكو قال: إنه يعلم أن هذا الرجل لا يمثل دين الإسلام، لأن الإسلام دين السماحة والرحمة والحب والسلام.
هذا الأمير المسلم الذي ظل محتفظ  بكرامته ودينه هو الأمير الكامل محمد الأيوبي أمير منطقة «میافارقين»،
و «ميافارقين» مدينة تقع الآن في شرق تركيا إلى الغرب من بحيرة «وان».. وكانت جيوش الكامل محمد - رحمه الله - تسيطر على شرف تركيا، بالإضافة إلى منطقة الجزيرة، وهي المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات من حهة الشمال

حصار« میافارقين»:


لقد بدا هولاكو بالطرق السهلة وغير المكلفة، وحاول إرهاب الكامله وإقناعه بالتخلي عن فكرة الجهاد «الطائشة، فأرسل إليه رسولا يدعوه فيه إلى التسليم غير المشروط، وإلى الدخول في زمرة غيره من الأمراء المسلمين.. وكان هولاكو ذكية جدا في اختيار الرسول، فهو لم يرسل رسولا تتريا، إنما أرسل رسولا عربية نصرانية اسمه القسيس يعقوبي»؛ فهذا الرسول من ناحية يستطيع التفاهم مع الكامل محمد بلغته، وينقل له أخبار هولاكو وقوته وبأسه، وهو من ناحية أخرى نصراني، وذلك حتى يلفت نظر الكامل محمد إلى أن النصارى يتعاونون مع التتار، وهذا له بعد استراتيجي مهم؛ لأنك لو نظرت إلى الموقع الجغرافي لإمارة میافارقين في شرق تركيا لرأيت أن حدودها الشرقية مع مملكة أرمينيا النصرانية والمتحالفة مع التتار، وحدودها الشمالية الشرقية مع مملكة الكرج (جورجيا) النصرانية والمتحالفة أيضا مع التتار.
وهكذا أصبح الكامل محمد الأيوبي کالجزيرة الصغيرة المؤمنة في وسط خضم هائل من المنافقين والمشركين والعملاء

- من الشرق.. أرمينيا النصرانية. - من الشمال الشرقي.. الكرج النصرانية. - من الجنوب الشرقي.. إمارة الموصل العميلة للتتار.
- من الغرب.. إمارات السلاجقة العميلة للتتار. - من الجنوب.. الغربي إمارة حلب العميلة للتار. وأصبح الموقف في غاية الخطورة!. ماذا فعل الكامل محمد - رحمه الله - مع الرسول النصراني من قبل هولاكو؟ لقد أمسك به، وقتله.
ومع أن الأعراف تقتضي أن لا يقتل الرسل إلا أن الكامل قام بذلك ليكون بمثابة الإعلان الرسمي للحرب على هولاكو، وكنوع من شفاء الصدور للمسلمين انتقاما من ذبح مليون مسلم في بغداد، ولأن التتار ما احترموا أعرافة في حياتهم.



وكان قتل اقسيس يعقوبي، رسول التتار رسالة واضحة من الكامل محمد إلى هولاكو، وأدرك هولاكو أنه لن يدخل الشام إلا بعد القضاء على الكامل محمد.. واهتم هولاكو بالموضوع جدا؛ فهذه أول صحوة في المنطقة، ولم يضيع هولاكو وقتا، بل جهز بسرعة جيشا كبيرة، ووضع على رأسه ابنه أشموط بن هولاكو»، وتوجه الجيش إلى ميافارقين مباشرة بعد أن فتح له أمير الموصل العميل أرضه للمرور.
وتوجه أشموط بن هولاکوه بجيشه الجرار إلى أهم معاقل إمارة ميافارقين، وهو الحصن المنيع الواقع في مدينة مافارقين نفسها، وبه « الكامل محمد» نفسه، وكان الكامل محمد - رحمه الله - قد جمع جيشه كله في هذه القلعة؛ وذلك لأنه لو فرقه في أرض الجزيرة (بين دجلة والفرات) فإنه لن تكون له طاقة بجيوش الستار الهائلة.


 حصار ميافارقين:


وجاء جيش التتار، وحاصر میافارقين حصارا شديدا، وكما هو متوقع جاءت جيوش مملكتي أرمينيا والكرج لتحاصر میافارقين من الناحية الشرقية، وكان هذا الحصار الشرس في شهر رجب سنة 656 هجرية - بعد الانتهاء من تدمير بغداد بحوالي أربعة شهور وصمدت المدينة الباسلة، وظهرت فيها مقاومة ضارية، وقام الأمير الكامل محمد في شجاعة نادرة يشجع شعبه على الثبات والجهاد. لقد طلب الأمير الكامل محمد - رحمه الله - النجدة من الناصر يوسف الأيوبي، فرفض رفضا قاطع.. لم يتردد.. ولم يفكر.. إنه قد باع كل شيء، واشتري ود التتار.. وما علم عندما فعل ذلك أن التتار لا عهد لهم ولا أمان.. وحتى لو صدق التتار في عهودهم ايبيع المسلمين للتتار ولو بكنوز الدنيا؟!
ثم إن الناصر يوسف لم يكتف بمنع المساعدة عن الكامل محمد، ولم يكتف بالمشاركة في حصار میافارقين، بل أرسل رسالة إلى هولاكو مع ابنه العزيز، يطلب منه أن يساعده في الهجوم على امره، والاستيلاء عليها من المماليك.


، فلما وصل العزيز الى معسكر هولاكو وسلمه ما معه من الهدايا والتحف التي تعبر عن الولاء والتبعية لهولاكو ، طلب منه العزيز على لسان والده أن يرسل اليهم نجدة لمساعدتهم في استعادة الأراضي المصرية من أيدي الماليك . الا أن هولاكو الذي رأى أن عدم استجابة الملك الناصر يوسف لأوامره بالخروج اليه بنفسه ، يعد تمردا على أوامره ، وأن الوفد الذي أرسله الملك الناصر اليه لا يناسب مقامه . لم يكتف بعدم الاستجابة لطلبه هذا، بل أصر هذه المرة على خروج الملك الناصر اليه بنفسه لتقديم الولاء والطاعة ومعه قوة قوامها عشرون الف فارس ، حيث أعاد هولاكو الملك العزيز الى ابيه ومعه رسالة ذكر فيها الملك الناصر بما انزله المغول بمدينة بغداد وبالخليفة العباسي من صنوف العذاب والدمار والهلاك ، وختم هذه الرسالة بقوله مخاطبا الملك الناصره اذا وقفت على كتابي هذا فسارع برجالك وأموالك وفرسانك ، إلى طاعة سلطان الارض ... تأمن شره، وتنل خيره .

ويبدو أن هذه التهديدات أزعجت الملك الناصر ، فانتابته نوبة من صحوة الضمير ، وشعر بمدى السخط الذي جلبه على نفسه بين الأمراء الايوبيين والمسلمين عامة ، فرفض دعوة هولاكو، وأرسل اليه ردا مليئا بالسباب ، وقلب سياسته تجاه المغول رأسا على عقب حيث اقدم عندما بلغه عبور القوات المغولية نهر الفرات على ارسال رسول من قبله هو الصاحب کمال الدين ابن العديم الى المماليك في مصر يستنجد بهم ضد جيوش هولاكو التي بات هجومها وشيكا على بلاد الشام .

وأمام هذا التصرف الجريء للملك الناصر يوسف ، أدرك هولاكو - على مايبدو - فشل سياسة التشدد التي اتبعها مع الملك الناصر ، والتي أدت به إلى الارتماء في أحضان الماليك بمصر ، وبدأ هولاكو يفكر في تلافي ذلك الخطأ حيث سارع بارسال نجدة سريعة إلى الملك الناصر في دمشق . ولكن هذه النجدة لم تؤت ثمارها بالنسبة لهولاكو ، بل زادت فكرة التصالح بين المماليك والايوبيين ، اذ يذكر المقريزي أن السلطان المملوكي المظفر قطز عندما سمع بوصول تلك النجدة المغولية إلى الملك الناصر بدمشق ، بعث اليه كتابا اقسم له فيه بالايمان أنه لا ينازعه في الملك ولا يقاومه ، وأنه نائب عنه بديار مصر ، وختم كتابه هذا بقوله : « وان اخترتني خدمتك ، وان اخترت قدمت ومن معي من العسكر نجدة لك على القادم عليك ، فان كنت لا تأمن حضوري سیرت اليك العساکر صحبة من تختار » . کا يؤكد ذلك ما ذكره ابن عبد الظاهر أنه لما توالت الاخبار بقصد المغول بلاد الشام بعث السلطان مظفر قطز إلى الملك

 الناصر يوسف الأيوبي رسالة يعرض نفسه عليه ، ويحثه على مهاجمة المغول في معسكرهم قبل دخولهمبلاد الشام ، ويبدي استعداده للمسير على راس هذا الجيش ، حيث قال في رسالته : ولو جهزت معي عسكرا فيه ثلاثة آلاف فارس سقت الى العدو الى المكان الذي هم فيه ، وكانت الأخبار تفيد بأن المغول قد أقاموا معسكرهم في بالس ، وأنهم في ثانية آلاف فارس
وبالرغم مما ذكره هذا المؤرخ الأخير من أن الملك الناصر لم يستجب لذلك العرض السخي الذي تقدم به السلطان المملوكي قطز ، ولعل ذلك كان بسبب خوفه من بقية الأمراء الايوبيين الناقمين على المماليك في مصر . فإنه يمكن القول أن مماطلة الملك الناصر للمغول ، وتخوف السلطان المملوکی قطز - نتيجة لسياسة العداء التي كانت قائمة بينه وبين الايوبيين في الشام - من معاودة الملك الناصر مرة أخرى تسهيل مهمة المغول بالاستيلاء على بلاد الشام وطلب المساعدة منهم على مصر ، وما ترتب عليه من اعلان المظفر قطز استعداده للخروج الى بلاد الشام لمساعدة الأيوبيين ضد المغول ، واعتبار نفسه نائبا للملك الناصر على مصر . يعتبر الاساس الأول لقيام الوحدة الاسلامية بين الشام ومصر ، التي مكنت المسلمين بعد ذلك من ايقاف الزحف المغولي المدمر على ممتلكاتهم.

حصار حلب:


ويبدأ جيش التتار الجرار في التحرك من قواعده في همدان في اتجاه الغرب حيث اجتاز الجبال في غرب إيران، ثم دخل حدود العراق من شمالها الشرقي ثم احناز مدينة اربيل، ووصل إلى مدينة الموصل الموالية له، فعبر عندها نهر دجلة، وهو العائق المائي الأول في هذه المنطقة، وهو عائق خطير فعلا، وكان لابد من عبور هذا الشهر في منطقة آمنة تماما، وذلك لخطورة عبور الجيش الكبير.ولم يكن هناك أفضل من هذه المنطقة الموالية تماما له ثم سار جیش التتار بحذاء نهر دجلة على شاطئه الغربي في أرض الجزيرة ليصل إلى مدينة نصبينوهي مدينة تقع جنوب میافارقين وبذلك اقترب من جيش اينه اشموط، إلا أنه لم يذهب إليه الاطمئنانه لقوته.


أحتل هولاگو مدينة نصيبين، دون مقاومة تذكر، ثم اتجه غربا ليحتل مدينة حران»، ثم مدينة «الرها» ثم مدينة اإلبيرة، وكل هذه المدن في جنوب تركيا، تكان على هولاكو أن يخترق كل هذه المدن التركية لينزل على مدينة حلب من شمالها، وبذلك يطمئن لعدم وجود أي چيوب إسلامية في ظهره
وعند مدينة  إلبيرة عبر هولاكو نهر الفرات الكبير من شرقه إلى غربه، وبذلك عبر العالق المائي الثاني في المنطقة دون مشاكل تذكر، ثم اتجه جنوبا غرب نهر الفرات ليخترق بذلك الحدود التركية السورية متوجها إلى مدينة حلب الحصينة، والقريبة جدا من الحدود التركية.

استمرت هذه الاختراقات التترية للأراضي الفارسية ثم العراقية تم التركية ثم السورية عاما كاملا. وهو عام 657هجرية، ووصل هولاكو إلى حلب في المحرم من سنة 658 هجرية، وأطبقت الجيوش التترية على المدينة المسلمة من كل الجهات، ولكن حلب رفضت التسليم لهولاكو، وتزعم المقاومة فيها توران شاه عم الناصر يوسف الأيوبي، ولكنه كان مجاهدأ بحق وليس ابن أخيه.ونصبت المجانيق حول حلب وتوالى القصف التتارى على المدينة

سقوط «میافارقين»


وفي هذه الأثناء حدث حادث أليم ومفجع، إذ سقطت مدينة ميافارقين تحت أقدام التتار بعد الحصار البشع الذي استمر عامين ونصف عام..
ثمانية عشر شهرة متصلة من النضال والكفاح والجهاد.. وذلك دون أن تتحرك نخوة قلب أمير من الأمراء، أو ملك من الملوك !.. ثمانية عشر شهرا والناصر والأشرف والمغيث وغيرهم من الأسماء الضخمة يراقبون الموقف ولا يتحركون!۔


سقطت مدينة ميافارقين الباسلة، واستبيحت حرماتها تماما.. فقد جعلها أشموط بن هولاكو عبرة لكل بلد يقاوم في هذه المنطقة.. فقتل السفاح كل سكانها، وحق دیارها، ودمرها تدمير .. ولكنه احتفظ بالأمير الكامل محمد - رحمه الله- حيا ليزيد من عذابه، وذهب به إلى أبيه هولاكو وهو في حصار مدينة حلب. ، واستجمع هولاكو كل شره في الانتقام من الأمير البطل الكامل محمد الأيوبي رحمه الله، فأمسك به وقيده، ثم أخذ يقطع أطرافه وهو حي، بل إنه أجبره أن يأكل من لحمه. وظل به على هذا التعذيب البشع إلى أن أذن الله - عز وجل - للروح المجاهدة أن نصعد إلى بارئها.

سقوط «حلب»:


اشتد القصف التتري على حلب، وقد زادت حماسة التتار بقتل الكامل محمد وسقوط میافارقين، وفي ذات الوقت خارت قوى المسلمين نتيجة الضرب المكثف، وهبوط المعنويات لمقتل الأمير البطل الكامل محمد.
واستمر الحصار التتري لمدينة حلب سبعة أيام فقط، ثم أعطى التتار الأمان الأهلها إذا فتحوا الأبواب دون مقاومة، ولكن زعيمهم توران شاه قال لهم: إن هذه خدعة، وإن التتار لا أمان لهم ولا عهد، ولكنهم كانوا قد أحبطوا من سقوط میافارقين، وعدم مساعدة أميرهم الناصر يوسف لهم، وبقائه في دمشق، وتركه إياهم تحت حصار التتار لهم.. وهذا الإحباط قاد الشعب إلى الرغبة في التسليم.. واتجه عامتهم إلى فتح الأبواب أمام هولاكو، ولكن قائدهم توران شاه وبعض المجاهدين رفضوا، واعتصموا بالقلعة داخل المدينة.


وفتح الشعب الحلي الأبواب للتتار بعد أن أخذوا الأمان، وانهمرت جيوش التتار داخل مدينة حلب، وما إن سيطروا على محاور المدينة حتى ظهرت النوايا الخبيثة، ووضح لشعب حلب ما كان واضحا من قبل مجاهدهم البطل توران شاه، ولكن للأسف كان هذا الإدراك متأخرا جدا . لقد أصدر هولاكو امرأ واضحة بقتل المسلمين في حلب وترك النصاری! وهذه ولاشك خيانة متوقعة، والخطأ هو خطأ الشعب الذي بني قصورة من الرمال..! وهكذا بدات المذابح البشعة في رجال ونساء وأطفال حلب، وتم تدمير المدينة تماما، ثم خرب التتار أسوار المدينة لئلا تستطيع المقاومة بعد ذلك، ثم اتجه هولاكو لحصار القلعة التي في داخل حلب، وكان بها توران شاه وبعض المجاهدين، واشتدالقصف على القلعة، وانهمرت السهام من كل مكان، ولكنها صمدت وقاومت، واستمر الحال على ذلك أربعة أسابيع متصلة، إلى أن سقطت القلعة في النهاية في يد هولاكو، وكسرت الأبواب، وقتل هولاكو - كما هو متوقع - كل من في القلعة، ولكنه أبقى على حياة توران شاه ولم يقتله.



 وهناپذكر بعض المؤرخين(رشيد الدين الهمذانى) أن هولاكو قد فعل ذلك إعجابا بشجاعة الشيخ الكبير توران شاه، وأن هذه فروسية ونبل من الفاتح هولاكو، ولكن هذه صفات لا تتناسق أبدأ مع وصف هولاكو، وليس هولاكو بالذي يعجب بمن يقاومه، وليس هو بالذي يتصف بنبل او فروسية.. إنما  أبقى على حياته لأغراض أخرى خبيثة، فهذا العفو من ناحية هو عمل سیاسی ماکر یرید به ألا يثير حفيظة الأيوبيين المنتشرين في كل بلاد الشام، وخاصة أنه قتل الكامل محمد الأيوبي منذ أيام، فإذا تتبع قوادهم بالقتل فهذا قد يؤدي إلى إثارتهم، ولا ننسى أيضا أن كثيرا من الأيوبيين يحالفونه، ومنهم الأشرف الأيوبي أمير حمص، وهو لا يريد أن يقلب عليه الأوضاع في الشام.. هذا من 

ناحية، ومن ناحية أخرى فهو يريد أن يفتح الباب للأمراء المسلمين أن يسلموا أنفسهم إليه دون مقاومة، ثم من ناحية ثالثة فإننا لا ننسى أن توران شاه هو عم الناصر يوسف حاكم دمشق الخائن، والإمساك بتوران شاه دون قتله قد يكون وسيلة من وسائل المساومة المستقبلية مع الناصر يوسف، أو فتح الطريق أمامه للاعتذار، وبذلك قد يوفر هولاكو على نفسه حربا من المحتمل أن يفقد فيها عددا من جنوده.

وهكذا استقر الوضع هولاكو في حلب، وخمدت كل مقاومة، وهدمت كل الأسوار والقلاع.. ثم أراد هولاكو أن ينتقل إلى مكان آخر في الشام، فاستقدم الأشرف الأيوبي أمير حمص، وهو أحد الأمراء الخونة الذين تحالفوا مع التار، وأظهر هولاكو للأشرف الأيوبي کرما غير عادي..! فقد أعطاه إمارة مدينة حلب إلى جوار مدينة حمص، وذلك ليضمن ولاءه التام له، ولكي يتيقن الأشرف أن من مصلحته الشخصية أن يبقى السيد هولاكو محتلا للبلاد، ولكنه بالطبع وضع عليه إشراف تترية دقيقة من بعض قادة الجند التتر، فأصبح 

الأمير الأشرف الأيوبي وكأنه الحاكم الإداري للمدينة، أي أصبح الأمير الأشرف الأيوبي «صورة» حاكم أمام الشعب، بينما كان هناك الحاكم العسكري التتري الحلب، والذي كان يعتبر في الواقع الحاكم الفعلي للبلد، وبيده بالطبع كل مقاليد | السلطة والحكم والقوة!
ثم اتجه هولاكو غربا بعد إسقاط حلب، إلى حصن حارم المسلم (على بعد حوالي خمسين كيلو مترا من حلب)، وكانت به حامية مسلمة رفضت التسليم لهولاكو، فاقتحم عليها الحصن بعد عدة أيام من المقاومة، وذبح كل من فيها.

تسليم حماة:


وبينما كان جيش التتار يستعد للتوجه إلى حماة، جاء إلى هولاكو وفد من أعيان حماة وكبرائها يقدمون له مفاتيح المدينة، ويسلمونها له دون قتال.. وذلك برغبتهم وإرادتهم الذاتية، ودون طلب من هولاكو..!! وقبل منهم هولاكو المفاتيح، وأعطاهم الأمان، ولكنه كان في هذه المرة أمانة حقيقية، وذلك ليشجع غيرهم على أن يحذوا حذوهم.
وتحرك هولاكو بجيشه الجرار في اتجاه الجنوب، ومر على حماة دون أن يدخلها، وكذلك مر على حمص بلد لصديقه الأشرف الأيوبي ولم يدخلها كذلك، واتجه مباشرة إلى دمشق، وبينها وبين حمص ۱۲۰ كيلومترا فقط.



 تسليم دمشق

وقصارى القول انة خلاص فترة وجيزة اتم الاستيلاء على بغداد وديار بكر وديار ربيعة والشام باسرها عدا دمشق التى توجة اليها والتى كان يحكمها الناصر يوسف .الذي أعلن الجهاد ضد التتار عندما طلب منه هولاكو أن يستسلم له استسلامًا كاملاً.وبلغ الناصر ان هولاكو استولى على حران وفى طريقة الى حلب اشتدجزعة وسير زوجتة وولدة وامواله الى مصر

 وخرج معهم نساءالامراء وجمهور الناس فتفرقت العساكر وبقى الملك الناصر فى طائفة من الامراء  وكتب الى الملك المغيث والملك المظفر يطلبهم بالنجدة ومع هذا كانت نفس الملك الناصر قد ضعفت وخارت وعظم خوف الامراء والعساكر وندم اعلى اعلان الحرب على التتار واشار علية امراؤه بان لا يقاتل والدخول فى طاعة هولاكو فصاح بهم الامير بيبرس وقال لهم انتم سبب هلاك المسلمين وفارقة الى خيمتة وخرج ركب بيبرس وسار الى غزة

وسير الى الملك المظفر قطز احد الامراء وهو علاء الدين طيبرس ليحلفة فكتب لة الملك المظفر ان يقدم علية ووعدة بالوعود الجميلة .وهكذا جاءت جيوشالتتار الى دمشق هرب الناصر يوسف الى الكرك عند الملك المغيث .وصار هولاكو الى دمشق بعدما استولى على حلب ب16 يوما وهرب اهل بيتة الى مصر وترك اهل دمشق يواجهون مصيرهم بايديهم وخرج وفد من أعيان دمشق يستقبل جيش هولاكو، ويسلمه مفاتيح المدينة ومقاليد الحكم في دمشق.وتسلمها منهم فخر الدين المردفائى والشريف على وكان قد بعثهم هولاكو الى الناصر يوسف فكتبو بذلك الى هولاكو فسير طائفة من التتر واوصاهم باهل دمشق ونهاهم ان ياخذوا من احدا درهما وما فوقة .

موت منكو خان وعوده هولاكو لبلاد فارس:


فى ذلك الوقت قدم رسل من الشرق الى هولاكو وابلغوه بموت منكو خان زعيم التتار وخاقانهم الاعظم  قبل أن يصل إلى دمشق؛ فلم يتردد هولاكو في أن يترك جيشه، ويسرع بالعودة إلى (قراقورم) عاصمة التتار للمشاركة في عملية اختيار خليفة منكوخان، وترك هولاكو على رأس جيشه أكبر قواده وأعظمهم (كتبغا نوين) للمحافظة على الشام وغارد حلب ووصل  1260/ـ658 هـ الى مدينة  اخلاط أسرع هولاكو بالعودة، حتى إذا وصل إلى إقليم فارس جاءته الرسل من (قراقورم) بأنه قد تم اختيار أخيه (قوبيلاي) خاقانًا جديدًا للتتار. ومع أن الأمر كان صدمة كبيرة لأحلام هولاكو، وكان على خلاف توقعاته، بل وعلى خلاف قواعد الحكم التي وضعها جنكيزخان قبل ذلك، إلا أنه تقبل الأمر بهدوء، وآثر أن يمكث في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما وقد رأى الخيرات العظيمة في هذه المناطق.


منكو خان
 لكنه لم يرجع مرة أخرى إلى الشام، بل ذهب إلى تبريز (في إيران حاليًا)، وجعلها مركزًا رئيسيًّا لإدارة كل هذه الأملاك الواسعة. وتبريز إضافةً إلى حصانتها وجوها المعتدل، فإنها تتوسط المساحات الهائلة التي دخلت تحت حكم هولاكو حتى الآن، فهو يحكم بدايةً من أقاليم خوارزم التي تضم كازاخستان وتركمنستان وأوزبكستان وأفغانستان وباكستان، ومرورًا بإقليم فارس وأذربيجان، وانتهاءً بأرض العراق وتركيا والشام.ولما كان الملك الناصر يوسف قد لجأ  الى قلعة الكرك ،بعد ان فر من دمشق عندما بلغة خبر وصول هولاكو حلب فقد ارارد كتبغا محاصرته فى  الكرك الا انة طلب الامان لنفسة وسلم نفسة فارسلة كتبغا الى هولاكو فى بلاد فارس الذى اكرمة ووعده ان يكون نائبة على  الشام بعد الاستيلاء على مصر.

احتلال فلسطين:


ثم قرر کتبغا أن يحتل فلسطين، فأرسل فرقة من جيشه، فاحتلت نابلس، ثم احتلت غزة، ولم تقترب الجيوش التترية من الإمارات الصليبية الأوروبية المنتشرة في فلسطين، كما لم يقتربوا من إمارات الصليبيين في سوريا ولبنان.. وبذلك قسمت فلسطين بين التتار والصليبيين.
ومع كون التعاون بين التتار والصليبيين كان واضحا إلا أن كتبغا زعيم التتار كان يسير على نهج هولاكو، فهو - وإن كان نصرانيا - إلا أنه لم يكن يسمح للنصاری - سواء من أهل الشام أو من أوروبا - أن يخرجوا عن سلطانه وعن حكمه وعن خططه. فمن ذلك مثلا ما حدث من «جولیان» أمير صيدا ، والتي كان يحتلها الصليبيون الأوروبيون، فإنه عندما شاهد الصراع بين التتار والمسلمين، ظن أن هذه فرصة لتوسيع أملاكه، فأغار على سهل البقاع الخصب واحتله، فأرسل له کتبغا من ينهاه عن ذلك، ولكنه لم يستجب، فرد کتبغا على ذلك بإرسال جيش كثيف إليه لضرب صيدا وتدميرها، ودمرت صيدا بالفعل، ولكن أفلت جوليان عبر البحر، ثم كرر كتبغا نفس الأمر مع ايوحنا الثاني» أمير بيروت، وذلك عندما أغار على منطقة الجليل.




ولا شك أن هذا التصرف من كتبغا، ومن قبله التصرف الذي كان ينتهجه هولاكو بفرض الهيمنة المغولية على النصارى حتى في اختيار البطريرك الديني لهم.. لا شك أن هذه الأعمال أوغرت صدور أمراء الممالك الصليبية في الشام، وخاصة أن أوضاعهم كانت مستقرة قبل قدوم التتار، لأنهم كانوا يطمئنون إلى ضعف المسلمين، كما أنهم كانوا يطمئنون إلى عهد المسلمين، فهم عادة لا يغدرون، بعكس التتار، وما ظهر من التتار من إذلال لأمير أنطاكية، ثم أمير صيدا، ثم أمير بيروت جعل أمراء الممالك الصليبية الأخرى على وجل من التتار. وبات معلوما لهم على وجه اليقين أنه بمجرد أن تستقر الأوضاع للتتار في المنطقة، وتترسخ أقدامهم فإنهم سيفعلون في نصارى الشام والممالك الصليبية مثلما فعلوا قبل ذلك في نصارى أوروبا الشرقية عند الاجتياح السابق لها في فترة ولاية أوكيتای بن جنكيز خان.

لكن على كل حال - فبرغم هذا التوجس الشديد والقلق العميق - إلا أن أمراء الممالك الصليبية ظلوا يراقبون الموقف دون محاولة التدخل فيه .. ولم يكن أحد منهم يدري بأي شيء ستأتي الأيام القادمة.
وبهذا الاحتلال الأخير لفلسطين يكون التتار قد أسقطوا العراق بكامله، وأجزاء كبيرة من تركيا، وأسقطوا أيضا سوريا بكاملها، وكذلك أسقطوا لبنان، ثم فلسطين . وقد حدث كل ذلك في عامين فقط.ووصل التتار في فلسطين - كما ذكرنا - إلى غزة، وأصبحوا على مسافة تقل عن خمسة وثلاثين كيلومترا فقط من سيناء، وبات معلوما للجميع أن الخطوة التاليه هي قلعة الإسلام مصر.

المصادر:
1-البدايه والنهايه                                     لابن كثير
2-قصه التتار من البدايه الى عين جالوت     د/ راغب السرجانى
3- السلوك لمعرفه دول الملوك                المقريزى   
4-جامع التواريخ مج2                        رشيد الدين الهمذانى   

تعليقات