عمر بن الخطاب
(۸۹ه - 644)
عمر بن الخطاب هو ثاني الحلفاء الراشدين . كان أصغر
من الرسول وقد ولد في مكة مثل الرسول . وليس معروفة على وجه اليقين متي ولد ، وإن كان
معرونة متي توفي ، حتى سنة وفاته ليست مؤكدة أيضا.
وكان عمر من أشد الناس خصومة
وعداء للرسول ع و للإسلام . وفجاة تحول عمر بن الخطاب إلى الإسلام ، وأصبح بعد ذلك
من أعظم واشجع الداعين له . وأصبح عمر بن الخطاب من أقرب المؤمنين إلى الرسول الكريم ع . وظل كذلك حتى الموت
.
في سنة 632 توفي الرسول من
دون أن يختار خليفة من بعده . غير أن عمر ابن الخطاب قد بايع أبا بكر الصديق ، صدیق
الرسول ل وأبو زوجته.
عائشة ، وقد أدت هذه المبايعة
إلى منع الصدام بين المسلمين أو الصراع على الحلاقة وأصبح أبو بكر أول خليفة للمسلمين
بعد وفاة محمد ، وكان أبو بكر خليفة ناجحا . ولكنه لم يلبث أن توفي بعد سنتين من خلافته
.
ولكن أبا بكر قد اختار عمر
بن الخطاب خليفة من بعده . وهو أيضا أب لإحدى زوجات الرسول ق - السيدة حفصة - وقد كان
اختيار أبي بكر العمر قرارا حاسما ، وبذلك تفادي الصراع على الخلافة بين المسلمين ،
وأصبح عمر خليفة في سنة 634 ، وظل كذلك حتى قتل سنة 644 في المدينة المنورة . وكان
قاتله عبدا فارسیا هو ابو لؤلؤه المجوسى
وعندما كان عمر يعاني سكرات
الموت شكل جماعة من ستة أشخاص ليختاروا خليفة من بعده حرصا على وحدة المسلمين ، وحسبا
للنزاع وتفاديا للصراع على الخلافة ، واختارت هذه الجماعة عثمان بن عفان الخليفة الثالث
الذي ولى شئون المسلمين فيما بين سنة 644 وسنة 656 .
وفي فترة خلافة عمر بن الخطاب
التي استغرقت عشر سنوات تحققت الفتوحات الكبرى للإسلام . فغزت جيوش المسلمين سوريا
وفلسطين ، وكانت في ذلك الوقت جزءا من الإمبراطورية البيزنطية ، وفي معركة اليرموك
سنة 639 انتصر العرب على
قوات بيزنطة وسقطت دمشق في نفس السنة و بعدها بنتن سقطت القدس أيضا ، وعندما كانت سنة
639
غزت الجيوش العربية مصر وهي الأخرى كانت تحت السيطرة
البيزنطية ، وفي خلال ثلاث سنوات تم للعرب الاستيلاء على مصر . وقبل أن يصبح عمر خليفة
للمسلمين بوقت قصير دخلت جيوش العرب بلاد العراق ، وكانت جزءا من الامبراطورية الساسانية
الفارسية ، ولكن القوات العربية في عهد عمر قد انتصرت في معركة القادسية سنة637 ، ولم تكد تجي سنة
643 حتي كانت أرض العراق كلها تحت السيطرة التامة لجيوش المسلمين ، واستولت الجيوش
الإسلامية على بلاد فارس بعد المعركة الفاصلة
وفي سنة 644 مات عمر . ولم
تتوقف غزوات المسلمين بسبب مقتل عمر ، وإنما مضت تكمل الاستيلاء على بلاد فارس ، وعلى
شمالى أفريقيا أيضا.
وكما أن هذه الانتصارات كانت
هامة ، فإن صمود فوات المسلمين في البلاد التي استولوا عليها كان شيئا أكثر أهمية
. وعلى الرغم من أن إيران قد تحولت إلى الإسلام فإنها قد استقلت عنه وظلت مسلمة أيضا
، ولم نتحرر سوريا والعراق ومصر ، فقد تحولت هذه البلاد جميع إلى الإسلام وازدادت مرور
الوقت
وقد كان عمر خليفة حكما وسياسيا
بارعا. وقد رأى أن تظل قوات المسلمين بعيدة عن المدن تعيش في الثكنات . وفرض على المسيحيين
الزكاة أو الجزية إذا لم يعتنقوا الإسلام . وهم أحرار في ذلك . ولم يفرض الإسلام على
أحد بالقوة ، ومن هذا يبدو واضحا أن حروب العرب كانت حروبا قوية ، ولم تكن حروبة دينية
تفرض الإسلام بالسيف .
وما أنجزه عمر بن الخطاب شي
باهر . فبعد وفاة الرسول عبه الصلاة والسلام كان عمر هو الشخصية التي نشرت الإسلام
، فبغير هذه الغزوات السريعة ، ما كان من الممكن أن ينتشر الإسلام في هذه المساحات
الشاسعة من الأرض . ومعظم البلاد التي غزتها جيوش المسلمين ظلت عربية إسلامية حتى يومنا
هذا. صحيح أن الفضل أولا وأخيرا الرسول عليه الصلاة والسلام . وهو من أجل عظمة شخصيته
وأثره البالغ في التاريخ استحق بجدارة أن يكون رقم واحد بین . المائة الخالدين . ولكن
كثيرة من الفضل يعود إلى عمر بن الخطاب بعد ذلك . فعمر ساعد بذكائه وعبقريته على نشر
الإسلام وتمكينه من البلاد الأخرى .
وربما بدا غريبا أن شخصية مثل
عمر بن الخطاب لیست معروفة لدى الغرب مثل شخصيات شارلمان أو يوليوس قيصر ، ومع ذلك
فقد استحق هذا المكان الرفيع بين الخالدين . ولكن الغزوات التي شنها جيوشه ومدى ما
تركته من أثر في التاريخ ، أخطر بكثير مما تركه كل من يوليوس قيصر وشارلمان .
اقوال ماثورة عنة
-من قال أنا عالم
فهو جاهل.
- عليك بالصدق وإن قتلك. كل عمل كرهت من أجله الموت فاتركه، ثم لا يضرك متى
مت.
-إذا كان الشغل مجهدة فإن الفراغ مفسدة.
- تعلموا المهنة فإنه يوشك أن يحتاج أحدكم إلى مهنته.
-مكسبة فيها بعض الدناءة خير من مساءلة الناس.
-عليكم بذكر الله تعالى فإنه دواء وإياكم وذكر الناس فإنه داء.
-نحن أُمّة أراد الله لها العِزّة. تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا الوقار
والسكينة وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه ولا تكونوا جبارة العلماء فلا يقوم
جهلكم بعلمكم.